عرض المقال
الجماعة بين «طظ» و«اللهم توفنى على الإخوان»
2013-07-22 الأثنين
«تكلم حتى أراك» عبارة قالها أبو الفلاسفة سقراط لرجل مغرور بوسامته وهندامه ظناً منه أن هذا الشكل هو جوهره المعبر عنه والذى يتفاخر به، وقديماً قيل «عقل المرء مخبوء خلف لسانه»، دراسة لغة وكلام وعبارات وأدبيات فرد أو جماعة طريق مهم للوصول إلى الأفكار التى تحركهم، وبوصلة تنبؤ لتصرفهم فى المستقبل، وإذا طبقنا هذه الدراسة على جماعة الإخوان لن نجد أهم من تلك العبارتين لفهم هذه الجماعة، العبارة الأولى التى قالها المرشد السابق مهدى عاكف فى حواره المسجل مع الزميل سعيد شعيب «طظ فى مصر وأنا يحكمنى ماليزى...إلخ»، والعبارة الثانية قالها المحامى الإخوانى صبحى صالح بعد الاعتداء عليه فى الإسكندرية: «اللهم توفنى على الإخوان»، وكان قبلها قد أكد على ضرورة وفريضة أن يتزوج الإخوانى إخوانية! عبارة «طظ فى مصر» تؤكد لنا أن الأممية الإخوانية هى الأهم، والخلافة هى الأبقى، والتنظيم هو الأخلد، والوطن هو مكتب الإرشاد، الوطن ليس فى عقيدة الإخوانى، والمواطنة كلمة خارجة عن القاموس عنده، كلمة قبيحة جارحة لمعتقده وما تربى عليه، «طظ» بكل ما تحمله من احتقار وإهانة ومهانة لخّصت واختزلت وصرّحت بما يخفيه الإخوان، وفضحت التقية السياسية التى يمارسونها طوال الوقت وكانت لحظة الصدق الوحيدة فى عالم الكذب المسموم الذى يعيشونه، أطلقها المرشد السابق بعفوية ونتيجة غياب الفرامل بسبب تقدم السن فبُهت الذى تأخون وفضح المسكوت عنه نتيجة المناورات والتكتيكات والحسابات والابتسامات التى ضحكوا بها للأسف على بعض مثقفى النخبة، أما مقولة صبحى صالح الخالدة «اللهم توفنى وأمتنى على الإخوان»، فقد أظهرت ووضحت لنا أننا أمام دين جديد ظهر فى شعاب المقطم وجنبات مكتب الإرشاد على يد البنا المنتظر! وبذلك أضفنا إلى خيانة الوطن خيانة الدين أيضاً، فهم يعتبرون أنفسهم بشراً فوق البشر بدم أزرق ودين سرى يعرفه أعضاء الجماعة فقط، هم الفرقة الناجية والجماعة النقية والأيادى المتوضئة والاستثناء الطاهر والملاك المجنح، هم ليسوا مجرد إسلاماً أو مسلمين بل هم الإسلام وهم المسلمون! ولذلك لا يصح أن يختلط الدم الملكى الإخوانى بدم آخر، ولا يصح عقد قران إخوانية على حرفوش صعلوك من عامة الناس أو من فلول الكفار، كما أفتى مفتيهم ذات مرة بتحريم الزواج من الفلول! إننا أمام جماعة غير وطنية عنصرية نازية فاشية دموية ماسونية غامضة سرية تهرب من العلنية والتنظيم القانونى وتناور حتى وهى فى الحكم هرباً من توفيق أوضاعها القانونية فلا نعرف هل هى جمعية أم مؤسسة أم حزب أم عصابة... إلخ؟ الوطن يا سادة ليس سوبر ماركت للإيجار تبيعون فيه بضاعة الوهم للناس، الوطن يا سادة ليس منديل كلينيكس تلقون به فى سلة المهملات بعد تعبئته بأدرانكم وإفرازاتكم اللزجة، الوطن يا سادة ليس قرص فياجرا أو ترامادول تستعملونه لقضاء الحاجة وتنفيذ الغرض فى السر ثم تمسكون بالمسبحة وتلعنون من يتعاطونه فى العلن! الوطن يا سادة ليس سلعة ولا محطة ولا سلماً ولن يكون.